تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
بقية صور الشرك في توحيد الألوهية
...............................................................................
وهكذا يقال في بقية أنواع العبادة، فمن ركع لغير الله فقد أشرك، ومن سجد لغيره فقد أشرك، ومن تواضع لمخلوق حي أو ميت كالتواضع لله في الصلاة كانحناء ونحوه فقد أشرك، وكذلك من استعان بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق فقد أشرك، ومن استعاذ بمخلوق بما لا يقدر عليه إلا الله -تعالى- فقد أشرك، ومن تاب إلى مخلوق أو أناب إليه فقد أشرك؛ وذلك لأنه صرف جزءا من العبادة لذلك المخلوق، و أنواع العبادة كلها لله وحده لا يصلح أن يصرف منها شيء لأية مخلوق.
ثم يقول المؤلف: وتمام هذا.. أن تعرف أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يدعون الصالحين، مثل: الملائكة و عيسى اسم> وأمه وعزير اسم> وغيرهم من الأولياء.
والذين يدعون الملائكة.. مشركو العرب؛ مع أنهم يقولون: إن الملائكة بنات الله. فكانوا يعبدونهم، والدليل قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك حكى عن الملائكة أنهم قالوا : رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك أيضا كانوا يعبدون كثيرا من الأولياء، ذكروا في اللات التي هي صخرة في الطائف اسم> كانوا يعبدونها؛ وذلك لأنها كانت على قبر رجل صالح كان يخدم الحجاج يقدم لهم طعاما يلت لهم السويق -يعني- يخلطه للحجاج، فلما مات دفن تحت تلك الصخرة، فعكفوا حول قبره، ثم ساروا يدعونه، ثم ساروا يعظمون تلك الصخرة التي عنده. قرأ بعض القراء من السلف اللاتّ بتشديد التاء -يعني- الذي يلت السويق -أي- هو نوع من الدقيق مطبوخ.
وكذلك قد يعبد النصارى واليهود كثيرا من الأولياء، في حديث أم سلمة اسم> يقول -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فالمشركون الأولون كفروا بعبادة الملائكة، وبعبادة الأولياء والصالحين و عيسى اسم> و عزير اسم> و مريم اسم> وغيرهم من الأولياء، وحلت أموالهم ودماؤهم، وخرجوا من الإسلام؛ حيث إنهم أشركوا بالله؛ حيث جعلوا عبادتهم مشتركة: بعضها لله وبعضها لغيره، وما نفعهم إقرارهم بأن الله -تعالى- هو الخالق الرازق؛ بل صار حجة عليهم، يحتج الله عليهم بأنهم يعرفونه، يعرفون أنه ربهم، وأنه الذي خلق، وأنه الذي يرزق، وأنه الذي يدبر؛ فاحتج عليهم بذلك.
وكثيرا ما يذكر الله -تعالى- الآيات الدالة على عظمته، ثم ينبه على أنه المستحق للإلهية دون أن يصرف منها شيء لغيره، مثل قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فنقول لعبّاد القبور: أنتم تعترفون بأن الله تعالى هو الإله الحق -يعني- الذي يستحق الإلهية أو الربوبية؛ ومع ذلك لا تدينون له بحق الألوهية؛ بل تصرفون شيئا منها للمخلوقات، تجعلون منها لغير الله نصيبا؛ فذلك هو الذي أوقعكم في الشرك، صرتم بذلك مشركين.
فعلى هذا.. من يقول: إننا مسلمون، نقول: إن حقيقة الإسلام هو: أن تدينوا لله -تعالى- بالتوحيد. وإذا قالوا: نحن نشهد الشهادتين. قلنا: إن تمام الشهادتين.. أن تعملوا بهما، فكونكم تقرون بالشهادتين؛ ومع ذلك لا تطبقون معناهما لا يصير ذلك صدقا.
وإذا قالوا: نحن نؤمن بالبعث. قلنا: إذا آمنتم به فاعملوا عملا صالحا ينجيكم به الله -تعالى- يوم البعث وهو الإخلاص -إخلاص العبادة لله وحده-.
وإذا قالوا: إننا نعرف الله، ونشهد له بأنه ربنا وخالقنا.
فالجواب: علم ذلك لا يفيدكم؛ حتى تخلصوا العبادة لله وحده.
وإذا قالوا: إن الكفار امتنعوا من قول: لا إله إلا الله. محمد اسم> رسول الله، ونحن نقولها، وهي تعصم الدم والمال.
فالجواب: إنها لا تعصم إلا من طبقها؛ من عمل بها حقًا، وتيقن بمدلولها فهذا هو الذي تعصم دمه وماله، وأما الذي يقولها بلسانه ولكن لا يطبقها؛ بل يجعل مع الله آلهة أخرى فإنها لا تعصم ماله ودمه.
يقول الشيخ -رحمه الله- في رسالة له في كتاب التوحيد: إنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال؛ بل ولا معرفة معناها مع نقضها؛ بل ولا الإقرار بذلك؛ بل ولا كونه لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له؛ حتى يضيف إلى ذلك.. الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو تردد لا يحرم ماله ودمه.
فنتواصى بأن نحرص على تحقيق التوحيد، الذي هو إخلاص العبادة لله وحده بجميع أنواعها، وأدلة ذلك في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، وكذلك في كتابه كتاب المؤلف ثلاثة الأصول، وغير ذلك من المؤلفات. بقية البحث -إن شاء الله- في الأيام القادمة.
مسألة>